أين أصبح الإمام السيد موسى الصدر وما هو مصيره بعد سقوط نظام القذافي؟ حقائق لأول مرة

هو موسى ابن صدر الدين الصدر, القادم من جبل عامل. رجل لبناني مسلم ومفكر شيعي بارز ولد عام 1928 ميلادية. درس وتعلّم في إيران كلا من العلوم الدينية والسياسية. وهو مؤسس حركة المحرومين أو أمل حاليا, كما أسس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. لمع السيد موسى الصدر وكان مقاوما شرسا للاحتلال الصهيوني وكان بعيدا عن اي تجاذبات تحصل في لبنان بين طوائف البلد الواحد, فانحاز الى إمامة الناس وتعليمهم.

كيف اختفى؟ متى اختفى؟ أين هو؟ وما هو مصيره؟

قرر سماحة الإمام موسى الصدر ليلة 24 من أغسطس سنة 1978 التوجّه الى مسؤول عربي جديد للتعرف اليه وتعريفه على نشاطاته في لبنان وطلب المعونة منه للشعب اللبناني الذي كان يمرّ بضائقات تلو الأخرى. فكانت الوجهة هذه المرة ليبيا بهدف الاجتماع مع العقيد الليبي معمر القذافي شخصيا, حسيبما أعلن السيد موسى قبيل مغادرته لبنان.

غطّت طائرة السيد موسى مع رفيقين له هما مدير وكالة الأنباء آنذاك الصحافي عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب في طرابلس الليبية يوم 25 أغسطس 1978, إلّا أنّ الحكومة الليبية والإذاعات الرسمية هناك نقلت خبرا مفاده إلغاء اللقاء بين السيد الصدر وبين العقيد معمر القذافي حاكم ليبيا, وقالت أن طائرة الصدر حطّت بمطار ليبيا وأن من عليها وبينهم السيد موسى نزلوا فندقا بحريا ولكنهم  توجهوا الى روما الايطالية دون إجراء أي مقابلات رسمية في طرابلس.

أثارت حادثة الاختفاء هذه ضجة اعلامية واسعة فعملت الشرطة والشرطة السرية في روما على ملاحقة القضية فأدت جهودهم الى العثور على حقائب الإمام ورفيقيه في فندق فاخر بروما, ولكنّ القضاء الإيطالي وبعد سنة على الحادثة, أعلن أن أي من الرجال الثلاثة لم يدخل الأراضي الإيطالية وتم التحفظ على القضية.

 ================================
 
على مدار سنين وسنين, نفت ليبيا بقيادة معمّرها آنذاك, أي علم لها بمصير الصدر , وكانت محاولات عدة جرت من قبل عائلات المختطفين ونبيه بري الذي أصبح بعد عملية الاختطاف هذه رئيسا لحركة أمل, إضافة الى الحكومات اللبنانية التي تعاقبت على مر السنين, .لتبيان مصير الصدر ورفيقيه ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل, وأصبح لتغييب هذا الإمام يوما من كل سنة يحتفل فيه اللبنانيين ومناصريه أملا, بعودته.

والقذافي, هو أبرز من تشير أصابع الاتهام إليهم, لأنه كان على خلاف شخصي حاد مع الإمام الصدر أيام الحرب الأهلية اللبنانية, بحيث كان السيد موسى معارضا تماما لأي حرب في بلده, بينما كان معمر القذافي يدعم بعض الأحزاب ويسلحها.

=================================

ماذا قالت الصحافة قبل وبعد سقوط نظام القذافي؟ وما النتائج التي وصلت اليها الاستخبارات العالمية؟

كثر الكلام في الصحافة اللبنانية, وكثرت التحليلات حول مصر الامام السيد موسى الصدر, فكانت مقابلات تلفزيونية تجري هنا مع أخته, وهناك مع ابنه صدر الدين. كثرت الأقاويل خلال كل تلك السنوات وانقسم اللبنانيون في تحليلاتهم فأصبح منهم من يجزم بأن الصدر حيّ في سجون ليبيا, ومن قال أنّه مات, فكثرت مع كل تلك الأقاويل والشائعات مخاوف حول مصير ذلك الرجل.

ولم تكد الثورة الليبية تشتعل في فبراير من العام الحالي 2011, حتى هاج أنصار الصدر وتوجه إعلام حركة أمل لتأييد الثورة, ظنّا منهم أن بانتهاء نظام القذافي, سيتم الإفراج عن الصدر أو حتى تكشّف حقيقة اختفائه.

فما كان من إيران, الحليف الأول للحركات الشيعية في لبنان والعالم, إلا أن وجّهت خليّتان قيل أنهما من أفضل رجال استخباراتها الى ليبيا, مستغلة بذلك خلوّ الحدود الليبية من الرقابة فدخلت المجموعتين من الحدود السودانية, معتمدة على معلومات استخبارية سبق وأن تم جمعها تشير الى دخول الإمام الصدر إحدى مستشفبات طرابلس لإجراء تحاليل طبية.وكانت أهداف هاتان الخليتان هما مراقبة السجون الليبية وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات, والتأهب لعملية إطلاق سراح الصدر أسوة بالعملية السابقة والشبيهة التي نفذتها مجموعات قريبة لإيران في مصر إبان الثورة , حيث استطاعت هناك إطلاق سراح متهمين من حزب الله اللبناني.

وبعد هذه العملية النوعية التي تكشفت شيئا فشيئا الى الصحافة, سحبت ايران الخليتين بسرية تامة وأبقت على 3 عناصر وصفوا بضباط ارتباط واتصال, وأعلن أحد المسؤولين في وزارة الدفاع لصحيفة فنزويلية عدم استطاعة الفريق من جلب أي معلومات دقيقة وعبّر عن مخاوفه العميقة.

بعدها بأيام, ضجت الصحافة اللبنانية بشائعة جديدة هذه المرة أطلقها رئيس مجلس ادارة إحدى المواقع الالكترونية, وتحدثت الشائعة عن خبر مفاده أن ثوار ليبيا أكدوا أنهم رأوا طائرة صغيرة تقلّ على متنها شبيها للإمام موسى الصدر, الأمر الذي سرعان ما لم يصدقه أي عاقل وتم التستر عليه وإغلاقه نهائيا, فكيف يعقل لثوار ليبيا الذين لا يعرفون سماحة الإمام, أن يتعرّفوا عليه الآن وبعد مضيّ ثلاثون عاما وأكثر؟ وكيف؟ عبر نافذة طائرة صغيرة عبرت الجو؟

ومنذ أيام قليلة, في سبتمبر الحالي من العام 2011, نقلت إحدى القنوات الفضائية خبرا سرعان ما تشبثت به وسائل إعلام لبنانية وصدقته وتبنّته, مفاده أن ثوار ترهونة الليبية عثروا على جثة يشتبه في أنها تعود للإمام, داخل براد إحدى المستشفيات!! الخبر الذي اضطر المجلس الانتقالي الليبي هذه المرة, أن يتدخل وينفيه نفيا قاطعا مؤكدا أن لا صحة له.

====================================

حقائق تكشف للمرة الأولى: خاص اكس خبر

بدورها, اكس خبر الالكترونية العربية, قامت باتصالات حثيثة بعضها باء بالفشل في الأيام الأولى للثورة الليبية, والآخر نجح أو عاود النجاح, وتمكنا من التواصل مع شخصيات ليبية بارزة لم تظهر على الإعلام من قبل ولكنها كانت على علم وثيق بقضية الامام موسى الصدر وعلى دراية كافية بعلوم الاستخبارات الليبية وأمن الجماهيرية الليبية السري.

فقد كشف ل”اكس خبر” مصدر رفيع المستوى أن الإمام السيد موسى الصدر قد وصل فعلا عام 1978 الى مطار طرابلس وأكد على أن أرجل الصدر قد وطأت أرض المطار ولكن في ساعة متأخرة, مغايرة لتوقيت وصوله, ويتابع المصدر ل”اكس خبر” أن عملية تفتيش دقيق, وتأخير متعمدة, أدت الى خروج الامام الصدر ورفيقيه من المطار عبر سيارة خاصة بدون أن يتم استقبالهما رسميا من قبل أي جهة بالمطار.

وفي اتصال أجرته “اكس خبر” عدة مرات قبل أن يأتيها الرد, أكد أحد أكبر شيوخ القبائل وهو الشيخ الأكثر قرابة لمعمر القذافي ولحمة به, أن الإمام موسى الصدر وللأسف قد لقي حتفه بعد أقل من ساعتين من لقائه بالعقيد القذافي الذي أمر بدفنه في منطقة كانت شبه فارغة من أي مبان أو محال.

هذا الكلام الذي أكده الشيخ مرارا وتكرارا, عاد وأكده نجل الصديق الأبرز للعقيد معمر القذافي المدعو طاهر ن., ونجله هو الصديق الأكثر قربة من سيف الإسلام القذافي, والذي أكد نفس الرواية ناقلا إياها عن والده قائلا أنه يعتقد أن موسى الصدر شخصية كانت لتسيئ للفلسطينيين والقضية, مصدقا بذلك كلام العقيد صديق والده, وهو من لم يستطع التعرف على سماحة الامام أو حتى التقرب منه للاستماع لأفكاره النيّرة وخطه المستقيم, ولكنه أضاف ل”اكس خبر” خبرا جاء كالصاعقة على أقلامنا حال تدوينه, وهو أن معمر القذافي قد قام ببناء برج أشبه بناطحة سحاب فوق الأرض الطاهرة التي دفن عليها سماحته. والكلام يبقى لنجل صديق معمر القذافي.

ونهاية, نختتم تحقيقنا الموسّع حول كشف مصير الامام الصدر, بكلام يعود الى علي رضا نوري زادة, رئيس مركز الأبحاث الايرانية العربية, حيث قال حول عودة الامام موسى الصدر ما يلي:

في حالة ظهوره من جديد تجاه الحكومة الإيرانية قال: لو ظهر، سيكون موقفه كموقف أصحاب الكهف حيث سيفضل الاختفاء مرة أخرى بدلاً من أن يرى صديقه العزيز صادق قطب زادة أول رئيس للإذاعة والتلفزيون الإيراني قد أعدم، والمرجع الشيعي الأعلى آية الله شريعتمداري قد أهين قبل موته، وصديقه الدكتور إبراهيم يزدي يقبع في سجن الجمهورية الإسلامية وهو يعاني مرض السرطان في العقد الثامن من عمره، ورفسنجاني على وشك الحذف من الساحة، وصديقه العزيز ابوالحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية يعيش في المنفى.

“أما لبنانياً فسوف يستغرب من أن يرى تلميذه علي الأمين أقيل بواسطة حزب الله من منصب مفتي صور وجبل عامل، ويرى ما يقوم به كل من حزب الله وأمل في لبنان”، على حد تعبيره.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *