أميركا تدفع أوكرانيا لحرب أهلية

إكس خبر- بالتزامن مع حلول أيار، لا سيما التاسع منه، والذي يصادف ذكرى الانتصار على الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يعتبره الشعب الروسي العيد الأهم في تاريخهم الحديث، تطل الفاشية من جديد برأسها من البوابة الأوكرانية، وهذه المرة برعاية أميركية مطلقة، وأوروبية منقسمة الرعاية والغاية، بين منقادة تماماً إلى الرغبة الأميركية، وأخرى مترددة في الحسابات المصلحية، مع إدراكها التام أن الانقياد الأعمى للرغبة الأميركية في الاشتباك مع روسيا من البوابة الأوكرانية سيجرّ الويلات على القارة العجوز.

 

إن المحرقة التي ذهب ضحيتها نحو سبعين مواطناً في دار النقابات التي لجأ إليها أنصار الفدرلة المناوئين للفاشية في مدينة “أوديسا”، كانت المحطة الصارخة في وجه أدعياء الديمقراطية والحرية، بعد أن أشعل متطرفو “القطاع الأيمن” النار في الدار على مرأى من قوى الأمن المتفرجة، بحيث لم تتحرك ألسنة المدافعين عن “حقوق الإنسان”، لا بل لم تنبس ببنت شفة، فيما صدرت تصريحات خجولة لا تعدو رفع العتب من بعض الدول الغربية تدعو إلى مجرد إجراء تحقيق في “الحادث”، وليس المحرقة.

 

تلك المذبحة إضافة إلى الهجمات التي نفذتها القوات الأوكرانية على مدينة سلافيانسك، وكذللك دونتيسك، حيث أسقطت قوات الدفاع الذاتي أربع مروحيات وأحبطت الهجمات المتتالية، تشير إلى أن أوكرانيا تسير بخطى سريعة إلى الكارثة، أي الحرب الأهلية، إذا بقي الصمم الدولي على حاله ولم يتجاوب مع النداءات الروسية الداعية إلى إيجاد تسوية تناسب الأطراف المتصارعة أو المتخاصمة، خصوصاً أوروبا التي كانت شرارة اندلاع الأزمة بسبب انقيادها إلى السياسة الأميركية بشكل أعمى.

 

والدليل على التورط الأوروبي، عدم التجاوب مع الطلب الروسي القيام بإجراء تحقيق محايد غير مسيَّس في الجرائم المرتكبة في أوكرانيا، والإيغال أكثر في المشروع الأميركي في العقوبات، رغم اليقين الأوروبي أن فرض العقوبات على روسيا يمكن أن يوجه “ضربة جديدة للاقتصاد الأوروبي” كما أقر نائب رئيس المفوضية الأوروبية، والقائم بأعمال الشؤون النقدية والمالية؛ سيم كالاس.

 

المفاجأة التي صعقت حلف الناتو وقواته التي اندفعت إلى بولندا وغيرها، كانت في عدم انجرار روسيا إلى الفخ الأميركي بزجّ قوات عسكرية إلى شرق أوكرانيا، وهو ما كان يريده “الناتو” لتبرير وجود قواته من جهة، كما تبرير وجود عشرات ضباط وخبراء “السي أي إيه” والـ”أف بي أي” في كييف لإدارة العمليات تحت شعار “مساعدة السلطات الأوكرانية على إنهاء التمرد في الشرق، وإنشاء هيكلية أمنية فاعلة”، وفق ما كشفته الصحف الغربية.

 

إن تفويت الفرصة العسكرية على الأميركيين وحلفائهم من جانب روسيا، دفع قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف إلى التراجع عن تقييمه السابق قبل أسبوع فقط، والذي يتوقع فيه عبور الجيش الروسي للحصول على ممر آمن إلى القرم، ثم تواصل انتشارها نحو ميناء أوديسا وأراضي مولدافيا، لكنه استعاض عن ذلك بالإعلان محرّضاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادر على تحقيق أهدافه في الشرق دون أن يعبر الجيش الروسي الحدود.

 

الإرباك الغربي – الأطلسي بقيادة أميركا دفع العسكريين، لا سيما وزير الدفاع تشاك هاغل والجنرال بريدلاف، للمطالبة بزيادة الإنفاق العسكري للحلف؛ في رسالة إلى أوروبا لزيادة المساهمة العسكرية رغم الهزات المالية التي تضربها.

 

في المقابل، تُواصل روسيا سعيها لعدم وقوع المحظور، كي لا تعود الويلات إلى أوروبا، التي نمت بعد الانتصار على الفاشية عام 1945، وقد دعت إلى اجتماع بحضور الأطراف المتصارعين للوصول إلى تسوية، بالتزامن مع عرض لم يعلن عن مضمونه بعد قدّمه بوتين إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كي يدرسه الأوربيون، ويبدو أن الأميركيين ساءهم الأمر، فأرسلوا نائب وزير خزانتهم لشؤون الإرهاب والمال ديفيد كوهين، لمنع أي مرونة أو عقلانية أوروبية.

 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *