ولم تنجح محاولة إعادة تفجير الوضع الميداني في طرابلس بعد ظهر أمس رغم بعض الاشتباكات المتقطعة التي تلت إطلاق النار من بعل محسن على الجيش اللبناني وإيقاع جريح في صفوفه، وظلّت الإجراءات المتفق عليها سارية المفعول والتنفيذ، وعزّزتها خطوة فك الاعتصام في “ساحة النور” جزئياً وإعادة فتح الطرق المحيطة بها كافة.
وفي تطوّر مفاجئ وغير مسؤول, قال علي قانصو وهو وزير بالحكومة الحالية ومسؤول بالحزب السوري في لبنان, أن هناك احتمالات لتمدّد ما يجري في طرابلس الى أماكن أخرى, في تهديد واضح لأمن لبنان.
أما الأبرز, فقد كانت تصريحات رئيس “الحزب العربي الديمقراطي” رفعت علي عيد, وهو الموالي لنظام بشار الأسد والذي يتخذ وحزبه كم جبل محسن وكرا لهم, حيث أشار الى أن الوضع في مجمله لا يزال معرضاً لنكسات كبيرة وخطيرة، خصوصاً عند تحذيره من “المجهول وانحدار الأمور بشكل إضافي، لأنه عندها لن يكون هناك حل (…) ولن يكون في إمكان أحد أن يهدئ الأمور إلا بتدخل جيش عربي ولا أحد يملك القدرة على هذا الأمر غير سوريا، وإذا سألوني عن رأيي فأنا لا مانع عندي ولا مشكلة، وليكن الأمر اليوم قبل الغد”.
وفي وقت سابق من بعد ظهر يوم الاربعاء, قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل خلال جولة له بمدينة طرابلس عن خشيته من تطوّر الوضع الأمني في المنطقة داعيا اللبنانيين الى حب وطنهم. وتعهّد شربل لأهالي طرابلس على أن تتم إعادة محاكمة الموقوف ظلما “شادي المولوي” معتذرا عن الطريقة البشعة التي تم فيها توقيفه.
وقال رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط ان أحداث سوريا “تدل الى أن سياسة النأي بالنفس أصبحت ممنوعة على الحكومة (…) يريدون أن يكون لبنان ملحقاً وقد أتت التعليمات في كلام السفير السوري (في بيروت علي عبد الكريم علي). أي لا صوت يجب أن يعلو ويقاوم السلطة السورية”، وذكّر بأن تلك السلطة “افتعلت حروباً واغتيالات عدّة في لبنان”،
أما رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي فقال انه “ليس مطمئناً بالكامل لأن النار لا زالت تحت الرماد لكن مخابرات الجيش والجميع يقومون بدورهم واتصالاتنا السياسية مفتوحة مع الرئيس السنيورة وغيره”.
واضاف “أن هناك فرقاء كثر يريدون صب الزيت على النار”، من دون ان يسمي هذه الاطراف.
ولفت الى ان الجيش ومخابراته وسائر القوى الأمنية سيكونون بالمرصاد لكل من يعبث بالأمن وهم يقومون بواجباتهم.
ودعا الى “المحافظة على هيبة الدولة من أمن وقضاء، مشيراً الى أن هناك محاولات للنيل منهما من قبل بعض الجهات المشبوهة.
وتجدر الإشارة الى أن بعض وسائل الإعلام اللبنانية لاسيما جريدة السفير اليومية, كانت قد نشرت ما قالت أنه “مخطط ارهابي” يحتوي على أسماء شخصيات سياسية بارزة ليتم اغتيالها تباعا وعلى رأسها الرئيس نبيه بري في محاولة “لإثارة الفتن” حسب الصحيفة.
إذا, استطاع أهل طرابلس الشرفاء من تحاشي لعبة أنظمة المخابرات الخارجية وأدواتها في الداخل, ووأدوا الفتنة وهم في طريقهم لتضميد جراحهم وتشييع شهدائهم, بعد أن فضوا اعتصاماتهم في ساحات المدينة معلنين خضوعهم الكامل لإرادة الدولة وثقتهم بالقضاء اللبناني.