وتنتشر تلال النفايات بأنحاء مصر لتشكل خطراً على صحة المواطنين، حتى أدرك عشرات المصريين الثروة الكامنة تحت هذه التلال وقام بمبادرات لإعادة تدوير تلك النفايات, فأصبحت تعود عليه اليوم بأرباح طائلة ما كان ليحلم بها لو عمل مديرا للمصرف المركزي.
ولأن انتشار القمامة يؤثر سلبياً على الصحة بشكل كبير، برزت جمعية “حماية البيئة” لتهتم بشكل خاص بالرعاية الصحية للعاملين بها، من خلال القيام بمسح للمناطق التي يعملون بها عن عدة أمراض من ضمنها فيروس سي والتايفويد ومتابعة الصحة الإنجابية وهو “ما يكلف الجمعية كثيرا خصوصا أنها غير هادفة للربح”، على حد قول أنيس. يذكر أن الجمعية تعتمد في تمويلها على التبرعات من عدة هيئات أجنبية ومصرية.
ومن ضمن الجمعيات الأخرى الناشطة في هذا المجال “جمعية روح الشباب الأهلية لخدمة البيئة”، التي أسسها ويديرها عزت نعيم وهو متطوع “كنقيب للزبالين” (العاملين في جمع النفايات) على مستوى محافظتي القاهرة وأسوان
وتقوم عدة هيئات أجنبية ومصرية بتمويل هذه المدرسة وأنشطة الجمعية المختلفة، ومن بينها أيضاً “حملة توعية لفصل القمامة العضوية وغير العضوية من المنبع”. ويوضح نعيم أهمية هذه الحملة قائلاً: “هناك خطورة من عدم فصل القمامة من المنبع، فالمواد الغير عضوية تلوث المواد العضوية حينما يختلطوا. بالتالي إذا حولت إلي سماد سوف تلوث النباتات مما سيؤثر سلبا علي صحة الأشخاص ويعرضهم للإصابة بالفشل الكلوي. أيضا فصل القمامة من المنبع يساعد على إعادة تدويرها كلها بدلا من دفنها مما يلوث التربة أو حرقها مما يلوث الهواء”.
وكما أن لفصل النفايات العضوية عن غيرها أهمية كبيرة، ففصل النفايات الالكترونية لا يقل أهمية نظراً لقيمتها وأيضاً لخطورتها، لذلك قررت مجموعة من الشباب المصري التخصص في إعادة تدوير تلك النفايات. وتوضح نهلة الشامي المديرة التنفيذية لإدارة علاقة العملاء بشركة “ريسيكلوبيكيا” هذا الأمر قائلة إنه لا يوجد في إفريقيا مصانع لإعادة تدوير المخلفات الالكترونية بطريقة صديقة للبيئة وتضيف: “من خلال إعادة تدوير تلك المخلفات يتم القضاء علي خطر الإضرار بالكائنات الحية والمياه الجوفية وما قد يسبب أمراض خطيرة للإنسان”.
يذكر أن مؤسسي تلك الشركة اشتركوا في مسابقة “إنجاز مصر”، وفازوا بالمركز الأول وربحوا ستين ألف جنيها وهو ما بدئوا به المشروع.