بداية, قال النظام السوري عبر القناة الرسمية التابعة له أن انفجارين وقعا في قلب العاصمة دمشق استهدفا مقرين لأمن الدولة وراح ضحيتهما ما يناهز ال44 قتيلا.
ليتفاجأ العالم بأسره بعد أقل من 24 ساعة بخبر يظهر على نفس القناة يقول أنه تم القبض على أحد المسؤولين عن العملية.
لتزداد الحيرة بعد ساعتين, حيث قال رئيس الأمن السوري ووزير الخارجية أن “القاعدة” هي المسؤولة الأولى عن الانفجارين وأن الحكومة اللبنانية كانت قد أبلغت سوريا منذ أيام عن تسلل مجاهدين تابعين للقاعدة من منطقة عرسال اللبنانية الى الاراضي السورية بطريقة غير شرعية.
================================================
بداية: من حبك هذا الفيلم ؟
لا بد أن نعرف أولا من قام بحياكة هذا الفيلم التاريخي والبطولي للحكومة السورية, فإذا بنا نراجع الأحداث والمقالات السابقة لهذين التفجيرين لنعرف أن المسؤول الأول لفيلم التفجيرين هو النظام السوري, يدعمه بحياكة التفاصيل رجل لبناني, وهو نائب سابق يدعى ناصر قنديل. هذا الناصر لطالما عرف عنه تأييده للنظام السوري وعن قبضه مئات الالاف من الدولارات لتمويل وكالة اخبارية هنا او مشروع اعلامي هناك, ما يلبث أن يفشل بسبب وضع تلك الأموال بحسابه الشخصي. ولأن هذا الشخص قرر رد القليل من الخبز والملح والأرانب التي أكلها من النظام السوري, فهو اليوم المسؤول الأول عن الاعلام في سوريا. ولكن للأسف فهو ما يلبث أن يحيك فيلما حتى يتخبّط هو ونظامه به وتنكشف أكاذيبهم. فقد قام قنديل قبل يوم من التفجيرات, أي بعد ساعات قليلة من أحداث بغداد الدموية بكتابة موضوع جديد ونشره عن تسلل أشخاص من القاعدة الى سوريا. وكان يقصد بهذه الحركة أن يستبق الاعلام النظيف ليبيّن لاحقا أن النظام محق وأن القاعدة فعلا هي من ستكون مسؤولة عن الانفجارات في اليوم التالي في سوريا.
مصدر أمني رفيع المستوى في لبنان أبلغ “اكس خبر” أن أخبار التسلل من لبنان هي مجرد أكذوبة, وأن أحداث بغداد التي حصلت مؤخرا, فتحت وبسرعة فائقة شهية النظام السوري وألهمته بتدبير انفجارين في قلب دمشق, ليقول لاحقا أن هذه السلسلة هي تابعة لما حصل ببغداد وأن المسؤول هي القاعدة.
لهذا, قامت “اكس خبر” باتصال مع د. أحمد النابلسي وهو خبير استراتيجي بالأحزاب الاسلامية والمتشددة, فأكد أنه لا يمكن للقاعدة أن يكون لها دور لا من قريب ولا من بعيد بهذه التفجيرات بدمشق للأسباب التالية:
أولا: تنظيم القاعدة عادة ما تكون تواقيت عملياته منسقة ومتزامنة بالوقت عينه
ثانيا: تنظيم القاعدة , لو كان فعلا موجودا هناك, فهو لن ينتظر مرور عشرة أشهر قبل القيام بعمليته المحكمة في دمشق
ثالثا: تنظيم القاعدة لا يمكن أن ينتظر اليوم التالي لدخول المراقبين ليقوم بعمليته لأنه وبذلك سيثبت أنه المسؤول عن قتل أكثر من خمسة آلاف مواطن سوري
رابعا: ان تنظيم القاعدة لا يمكن أن يكون مسؤولا عن عملية دمشق وحتى عن عملية بغداد, لأن التنظيم اليوم متفرق وعشعشت به المشاكل الداخلية وكل الدلائل تشير الى عدم تورطه بمثل هكذا تفجيرات
وتأكيدا للفيلم السوري, فأي نتائج هذه التي ظهرت بعد ساعتين فقط لتتهم القاعدة بشكل صريح لا غبار عليه رغم أن العملية هي الأولى من نوعها في دمشق و بشكل سيارة مفخخة، وقد تواجد الخبراء والمحللون يوم العطلة الرسمية لكي يقوموا بالإستنتاج والتأكد
وللتأكد أكثر من أن هذه الفبركات هي من خيال النظام السوري المريض تورد “اكس خبر” مزيدا من التفاصيل:
خامسا: التلفزيون السوري كان حاضرا وغطى العملية مباشرة بعد 10 دقائق من حصولها
سادسا: الصور تظهر دخان متصاعد من بعض النوافذ في الطوابق العليا بينما بقية النوافذ سليمة وكأن التفجير لم يكن بسيارة مففخة
أما السؤال الكبير قيبقى, من المعروف أن سوريا تملك أحد أقوى أنظمة المخابرات في الشرق الأوسط, فكيف يمكن للبنانيين سقطوا بمعارك صغيرة ببيروت, أن يقوموا بتهريب أشخاص من القاعدة ومعهم آلاف الأطنان من المتفجرات؟ علما أن الحدود اللبنانية السورية اليوم مشددة الحراسة ولا يوجد بقعة الا وفيها انتشار أمني سوري.
يبقى أن نذكّر بأن النظام السوري فاشل جدا في فبركة الأفلام وهو لا يقتنع شخصيا بهذه الأفعال, فلن ننسى ما فعله وزير الخارجية وليد المعلم منذ أسابيع وما قاله بعد تشغيل الفيديو عن أن المخرج لهذا الفيديو أضحك العالم بأسره علينا. فلا بد للنظام السوري, أن يقف وقفة جادة, ويطرد بعضا من المسؤولين في الدائرة المصغرة, لا سيّما هؤلاء اللبنانيون الذين باعوا أنفسهم لأجل أموال الأسد, لأنهم يفشلون في كل مرة بتدبير خطة مضادة للثورة.
وتصديقا لما نشرناه في الأعلى, فإن فلولا للنظام السوري قامت بخطوة غير محسوبة, حيث صمّمت موقعا الكترونيا مشابها لموقع الاخوان المسلمين وزوّرت صفحة بداخل الموقع “أعلن فيها الاخوان المسلمون بسوريا مسؤوليتهم عن التفجيرين” ليقوم مسؤول الاخوان في سوريا وبعد لحظات قليلة فقط بإظهار الحقيقة للعلن مما اضطر النظام للتراجع عن هذه الأكذوبة وغلق الموقع الذي قامت “اكس خبر” بأخذ نسخة منه في الصباح الباكر قبل أن تقوم أدوات النظام بإغلاقه درءا للفضيحة الكبرى.
