ففي القاهرة دعت الدول العربية سوريا إلى وقف استخدام القوة، وفتح حوار مع المعارضة. وفي بريطانيا قال وزير الدفاع ليام فوكس إن الأحداث في سوريا «صادمة ومروعة»، لكنه قال إنه لا توجد خطط لتدخل حلف الأطلسي هناك. وفي برن أضافت السلطات السويسرية 19 شخصية و8 مؤسسات سورية الى الجهات التي سيتم تجميد أرصدتها، بينهم هائل الأسد المسؤول في الشرطة العسكرية، وحسن تركماني وزير الدفاع السابق.
حرب أهلية!
وفي حوار مع صحيفة الشروق المصرية، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه يشعر بالقلق من أن تنزلق سوريا صوب حرب أهلية. وقال أردوغان الذي يزور مصر حاليا «أخشى أن ينتهي الأمر باشعال نار الحرب الأهلية بين العلويين والسنة، ذلك اننا نعلم ان النخب العلوية تهيمن على مواقع مهمة في السلطة، وفي قيادة الجيش والاجهزة الامنية».
كما ابدى تخوفه من ان «يتجه غضب الجماهير الى تلك النخب ليس فقط باعتبارها اداة السلطة في ممارسة القمع، ولكن ايضا بصفتها المذهبية”.
واضاف «للاسف فان النظام يلعب الآن بتلك الورقة الخطرة، لان بعض المعلومات المتسربة تشير الى نسبة ممن يوصفون بالشبيحة ينتمون الى الطائفة العلوية، وهو ما يعمق الفجوة بينهم وبين الاغلبية السنية، ويثير ضغائن لا علاقة لها بالانتماء المذهبي، وانما زرعها وغذاها الصراع السياسي الذي اتسم بقصر النظر، حتى بدا ان السلطة مستعدة لاشعال حريق كبير في البلد لكي تستمر».
واعتبر اردوغان انه «لا امل في الخروج من الازمة طالما ابقى الرئيس السوري على اغلب المحيطين به الذين يصرون على استمرار سياسة القمع والقهر، وكسر ارادة الشعب السوري»، محذرا من انه «اذا لم يخط هذه الخطوة، فان الرئيس بشار شخصيا هو الذي سيدفع الثمن».
وأوضح أردوغان ان وزير خارجيته احمد داود اوغلو «سيزور طهران قريبا لمواصلة التشاور حول الوضع السوري». وتابع «أحسب أن لتركيا دورا في تصويب الخطاب الإيراني (فيما يتعلق بسوريا)»، مشيرا إلى أن تركيا على اتصال بطهران، وأوضحت لها «العواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث لسوريا في ظل استمرار السياسات القمعية الراهنة».
ميدانيا, ارتفع عدد القتلى في سوريا خلال اليومين الماضيين إلى 47 قتيلاً، بعد أن كشف نشطاء سوريون أن 21 قتيلاً سقطوا خلال تظاهرات ما يعرف بـ”ثلاثاء الغضب من روسيا”، وذلك برصاص القوات الحكومية السورية في محاولتها لوضع حد للتظاهرات المعادية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت اللجان إن قوات الأمن اقتحمت خيمة عزاء الناشط غياث مطر بعد مغادرة السفراء الأجانب الذين حضروا إلى مجلس العزاء، ومن بينهم السفيران الأمريكي والفرنسي.
وبثت اللجان على صفحتها تسجيلاً قالت إنه للسفير الأمريكي أثناء وصوله إلى مجلس العزاء في داريا، كما نشر التسجيل ذاته على موقع اليوتيوب.
من جهة أخرى, دعا وزراء الخارجية العرب الثلاثاء القيادة السورية لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وإجراء حوار وطني تشارك فيه مختلف القوى السياسية في البلاد لحل الأزمة.
وقال الوزراء في بيان عقب اجتماع عقد في مقر الجامعة العربية “الموقف الراهن في سورية ما زال في غاية الخطورة ولا بد من إحداث تغيير فورى يؤدى الى وقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل”.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد زار دمشق قبل أيام بتكليف من الدول الاعضاء لحث القيادة السورية على وقف عمليات الجيش السوري ضد المحتجين المطالبين بانهاء حكم الرئيس بشار الأسد.