وقبيل الخوض بالإنطلاقة المشؤومة, تفجأ اللبنانيون بدعايات للقناة في مناطق محددة فقط ومعروفة الانتماء السياسي والطائفي, لينتهي التعجب بعدما أفاد مراسل “اكس خبر” عن امتلاء شوارع المناطق السورية التابعة للنظام السوري بنفس الدعايات, مما يشير وبوضوح الى الغطاء المعطى للقناة بطبيعته ومكوناته ومن يقف خلفه.
هي القناة التي أعلن بقائدها “المستقيل من قناة الجزيرة” غسان بن جدو نبأ انطلاقتها من قلب بيروت لتكون “مفتوحة للجميع ومنبرا للحرية ناقلة للواقع كما هو”.
إلا أن القناة والتي تأخر افتتاحها أكثر من سنة لمشاكل عدة, هي قناة مفضوحة للعلن بتوجهاتها وبتمويلها المشبوه من دول خارجية وأحزاب بعينها.
القناة التي اتخذت من ضاحية بيروت مكانا لها, تقع تحديدا في منطقة الجناح داخل مقر قناة الاتحاد في مبنى مؤلف من 3 طوابق سفلية وبهو صغير.
واجهت القناة ولا تزال مشكلة كبيرة من حيث العاملين, فجميعهم تم توظيفهم “بالواسطة” وبقوة المال والتهديد بقطع رزق بن جدو اذا لم يستجب لطلبات الممولين.
وإضافة لهذا الأمر “البغيض بحق الإعلام الحر”, فإن القناة اتخذت من جميع الزملاء “المفصولين” من قنوات أخرى أو المستقيلين منها, أخذت منهم واجهة لها ولبرامجها, ظنا من القائمين على القناة أن بوجود وجوه قديمة ومعروفة سينجح تمرير مخطط القناة المرسوم في الخارج أصلا. ولم يدرك بن جدو والذي يمثّل دور “البريئ” أن ملئ القناة بإعلاميين لمجرد أسمائهم سيضر بالقناة ولن يخدمها, اضافة الى وجود بعض الإعلاميات فيها اللواتي خرجن من قنوات لبنانية وعربية أخرى “بالطرد” لتسببهنّ بمشاكل عديدة بين زملائهم ومع الإدارات السابقة.
الميادين, التي أعلنت جهارا عن استقطابها لموظفين سابقين في قنوات شهيرة, فإنها اليوم تضم في إدارتها مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد, الإعلامية لونة الشبل وزوجها سامي كليب مدير الأخبار. زد على ذلك, فإن 95% من موظفي القناة ينتمون لطائفة معيّنة تبع جهة التمويل ومصدر رزق بن جدو وعائلته.
أشهر قليلة فصلتنا عن حالة الطلاق التي حصلت بين مدير عام المحطة “نايف كريم” وبين غسان بن جدو الذي تخلى عن كريم بعد ضغوط حزبية مورست عليه.
بدوره نايف كريم, وهو المدير السابق لقناة المنار, ومسؤول حزب الله السابق وعدوّه الحالي, ترك القناة مفتوحة على احتمالات عدة لا تزال حتى اللحظة مجهولة الجواب لدى العاملين.
أما الأغرب و”المتوقع” بنفس الوقت, فكان الكمّ الهائل من الإعلانات للقناة داخل الشوارع الدمشقية في دليل على يضاف الى أدلة أخرى على توجه القناة, التي تقول مصادر مقربة فيها أنها آخر المحاولات لإنعاش نظام الأسد إعلاميا.
خاب ظنّ الميادين وبن جدو ومن يقف ورائهم والذين اعتقدوا أن “الميادين” المدعومة من إيران ستتمكن من زعزعة صورة الجزيرة والعربية أكبر قناتين حاليا بالعالم العربي, فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا جاء فيها دراسة معمقة لسوق الفضائيات العربية, وذكر التقرير عن وجود فضائيات جديدة قد تستطيع منافسة الجزيرة والعربية, ولكن المفاجأة أن اسم “الميادين” لم يذكر حتى بالتقرير ولم يكن ضمن القنوات المنافسة.
وللتنويه فقط وزيادة في المعلومات, فإن القنوات المتوقّع لها منافسة الجزيرة والعربية كانت قناة العرب المملوكة للوليد بن طلال, وسكاي نيوز العربية المملوكة لبريطانيا وأبو ظبي.
أما تقنيا, فمنذ انطلاقة القناة في 11 حزيران/يونيو وحتى اللحظة, ورغم وجود طاقم عمل كبير يصرف عليه الملايين من الدولارات “المشبوهة” المصدر, فإن الأخطاء كثيرة وواضحة للعيان.
فمن طريقة تقليد مكان وموضع “شريط” أخبار الجزيرة الجديد, الى لون شعار “الميادين” الذي حاول مصممه سرقة لون شعار الجزيرة مع التلاعب فيه قليلا ليظهر بلون مقيت, الى ألوان الشريط الاخباري مجددا والساعة المترافقة الى جانبه على يسار الشاشة بدلا من يمينها مما أضفى “ألما” على عيون المتابعين.
وللتذكير, فإن القناة المتخبطة والمترنحة منذ ما قبل انطلاقتها, تعمل بشكل مخفي “أوفلاين” منذ ما يقارب ال9 أشهر, ويبدو أن مكانها الصحيح لا بد وأن يبقى “أوفلاين” بعيدا عن شاشات البيوت والعالم.