وفي ظهيرة يوم الثلاثاء الماضي، كتبت ترييرفيلر على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لتقول: «أعبر عن دعمي لأوليفر فالورني، الذي لطالما كان جديرا بالثقة وظل يحارب لسنوات طويلة ومن دون أنانية إلى جانب أهالي مدينة لاروشيل».
ورغم أنها رسالة جميلة، فإن أوليفر فالورني هو منشق عن «الحزب الشيوعي» وينافس رويال، مرشحة الحزب الرسمية، في الحصول على المقعد البرلماني في مدينة لاروشيل. وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، شدد مسؤولو قصر الإليزيه على دعم الرئيس هولاند لرويال في السباق البرلماني، ولكنهم امتنعوا عن التعليق على الرسالة التي نشرت على «تويتر».
كان رد الفعل الأولي في فرنسا على تغريدة ترييرفيلر أنها مجرد خدعة، وهو نفس الموقف المبدئي الذي تبناه زعيم الحزب الاشتراكي مارتين أوبري، والذي كان في مدينة لاروشيل في يوم الثلاثاء لتأييد رويال. ولكن ترييرفيلر أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أنها هي من كتبت هذه التغريدة. ورغم عدم قيام المتحدث الرسمي باسم ترييرفيلر بالرد على الاتصالات الهاتفية، فإن قصر الإليزيه لم ينكر أن ترييرفيلر هي من كتبت هذه التغريدة.
رفضت رويال التعليق على هذه المسألة، بينما قال أوبري: «إن الأمر الوحيد الذي يهم» هو دعم الرئيس هولاند لرويال.
قال جان لويس بيانكو، عضو البرلمان الفرنسي وأحد مناصري رويال: «قام الناس بانتخاب فرنسوا هولاند وليس فاليري ترييرفيلر، فلماذا تتدخل ترييرفيلر في هذه الأمور؟»، مضيفا أنه يعتقد أن هذه الرسالة هي «ببساطة أمر مشين».
لم يترك السياسيون المنتمون إلى الأحزاب الأخرى هذه الفرصة تضيع من بين أيديهم، حيث قال إيريك كيوتي، عضو حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» الذي ينتمي إليه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي: «لقد وصلت العروض المسرحية الهزلية إلى قصر الإليزيه»، بينما قام آخرون بتشبيه هذه الدراما بالمسلسلات التلفزيونية. يقول دانيال كوهن بنديت، وهو سياسي معروف ينتمي إلى «حزب الخضر»: «أعتقد أنه كان من غير اللائق أن تتدخل ترييرفيلر في مثل هذه الأمور».
وفي الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي، فازت رويال بـ32% من الأصوات، في مقابل حصول فالورني على 29. لذا تأهل الاثنان لخوض جولة الإعادة المقرر لها يوم الأحد القادم. يرفض فالورني التنازل عن الترشيح لإفساح الطريق أمام رويال، تماما مثلما رفض التنازل لصالحها في بداية الانتخابات.
يقول فالورني إنه شعر «بالسعادة» من «هذه الرسالة التي تعبر عن الصداقة والدعم الشخصي» في موقف «عانيت فيه من الكثير من الطعنات».
تسببت ترييرفيلر، والتي تبلغ من العمر 47 عاما ومطلقة مرتين وأم لثلاثة، في إثارة الكثير من التعليقات وبعض الانتقادات بعدما قررت الاستمرار في عملها كصحافية في مجلة «باريس ماتش»، حيث تكتب في الموضوعات الثقافية في معظم الأحيان. تم نشر أول مقال لها بعد الانتخابات في الأسبوع الماضي، والتي قامت فيه بمناقشة كتاب جديد صدر باللغة الفرنسية حول اليانور روزفلت، زوجة الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت، حيث قامت بكتابة عمود صحافي حول حياة اليانور روزفلت في البيت الأبيض.
وفي هذه المقالة، قالت ترييرفيلر: «حسنا، هلا نظرتم إلى هذا الأمر؟ لم تكن السيدة الأولى التي تعمل كصحافية بدعة. من الواضح أنكم بحاجة إلى النظر إلى الجانب الآخر من الأطلنطي لتكتشفوا هذه الحالة الفريدة وتتوقفوا عن هذا العويل».
أدت رسالة «تويتر» إلى إثارة الكثير من التساؤلات على الفور حول ما إن كان ينبغي على أحد الصحافيين أن يعرب عن دعمه العلني لأحد المرشحين السياسيين أم لا، فضلا عن قيام شريكة حياة الرئيس بالتسبب في إحراجه بهذه الطريقة.
أعربت ترييرفيلر في الكثير من المقابلات أنها تريد الحفاظ على استقلالها، المادي والفكري، حتى وإن كانت شريكة حياة الرئيس الفرنسي، وهو الموقف الذي جلب لها أيضا بعض الثناء. وخلال فترة الحملة الانتخابية للرئيس هولاند، جذبت ترييرفيلر الاهتمام أيضا من خلال إحدى التغريدات التي نشرتها على موقع «تويتر» والتي انتقدت فيها المجلة التي تعمل بها بعدما قامت المجلة بوضع صورتها على الغلاف تحت عنوان: «برافو لسياسة التحيز الجنسي التي تتبعها (باريس ماتش)».
يشوب التوتر العلاقة بين ترييرفيلر ورويال، اللتين التقيتا للمرة الأولى في عام 1992 عندما قامت ترييرفيلر، والتي كانت وقتها متزوجة من دينيس ترييرفيلر، محرر في مجلة «باريس ماتش»، بكتابة مقال في المجلة عن ميلاد الطفل الرابع لرويال وهولاند مدعما ببعض الصور التي تظهر الأمر السعيد أثناء تواجدها في المستشفى. ومنذ ذلك الحين، جمعت الصداقة بين العائلتين، ولكن سيرج رافي، كاتب السيرة الذاتية للرئيس هولاند، يؤكد أن هولاند وترييرفيلر قد دخلا في علاقة جنسية في عام 2005. حافظ هولاند ورويال على استمرار العلاقة بينهما بصورة رسمية خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2007. ثم أعلنا بعدها الانفصال.
يقول رافي إنه عندما توفيت والدة هولاند في أوائل عام 2009. أصرت ترييرفيلر على عدم حضور رويال للجنازة، رغم حضور أولادها، ثم تغيبت رويال أيضا عن حضور مراسم تنصيب فرنسوا هولاند رئيسا لفرنسا في الشهر الماضي.
قامت ترييرفيلر بنشر أحدث تعليقاتها على موقع «تويتر» في يوم 31 مايو (أيار) بخصوص تقرير صادر عن اليونيسيف حول فقر الأطفال في فرنسا، بينما جاء التعليق الذي سبق ذلك في يوم 21 مايو، والتي أعربت فيه ترييرفيلر عن شكرها للسيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما على «ترحيبها الحار» بهم في البيت الأبيض وفي شيكاغو وعلى «نصيحتها الثمينة».
وفي مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية في عام 2010. تحدثت ترييرفيلر عن الصحافيين قائلة: «نحن بحاجة إلى بعض القواعد، توجد هذه القواعد بالفعل ولكن يتم استخدامها بصورة يشوبها النفاق، فكل الصحافيين لهم آراء وكلهم يقومون بالتصويت ولديهم عواطف أو صداقات معينة. ولكنهم غير مطالبين بتبرير هذه الأمور، لأننا نؤمن بنزاهتهم ونثق بهم، ونحن على صواب في القيام بذلك».