إكس خبر- حمل صعود اليمين في انتخابات البرلمان الاوروبي دلالة مزدوجة بالنسبة الى اسرائيل، فهو من جهة أثار مخاوفها القديمة من تنامي نفوذ الحركات اليمينية المتطرفة المعادية لكل من هو اجنبي بمن في ذلك اليهود، لكنه من ناحية اخرى اعاد احياء آمال اليمين الاسرائيلي الحاكم في ان يؤدي هذا الفوز الى تغيير توجهات الاتحاد الاوروبي المناهضة للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية، وان يحد من حملات المقاطعة وآخرها قرار الاتحاد الاوروبي مقاطعة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وعلى رغم مرور الزمن، لا يزال شبح الماضي الاوروبي خلال الحرب العالمية الثانية وخصوصا المحرقة التي تعرض لها يهود أوروبا على أيدي النازيين، يخيم على العلاقات الاسرائيلية – الاوروبية. وأحدث دليل على ذلك، اتهام اسرائيل بلجيكا بالمسؤولية عن حادث اطلاق النار في المتحف اليهودي ببروكسيل، لانها تتبنى سياسة انتقاد الاحتلال الاسرائيلي، مما شجع في راأها على بروز العداء للسامية وجرائم الكراهية.
ولكن من ناحية اخرى وعلى رغم التحفظات، كان من الصعب على اسرائيل ان تتجاهل ان هذا اليمين الذي فاز في اوروبا هو الذي يخوض اليوم حملة ضد الجاليات المسلمة في بلاده ويدعو الى طردها وتقييد وجودها. وهذا يصب تحديداً في مصلحة اسرائيل التي تعتبر المسلمين في اوروبا في اساس ظاهرة العداء الجديد للسامية وتعمل على التحريض عليهم، متجاهلة تقارير موثوقاً بها تغزو ذلك بصورة خاصة الى عودة التيارات الفاشية واليمينية المتطرفة في اوروبا وليس فقط الى تنامي مشاعر العداء الذي يضمره المسلمون في اوروبا لليهود ولاسرائيل.
يغذي فوز اليمين القومي في اوروبا المدافع عن الهويات القومية الآمال الاسرائيلية في الحصول على اعتراف دولي بها بصفتها دولة للشعب اليهودي، مما يشكل رداً على الاتهامات الدولية وآخرها تلك الصادرة عن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي حذر اسرائيل من التحول دولة فصل عنصري اذا لم تعمل على تحقيق حل الدولتين.
تتجاهل اسرائيل من خلال تطلعها الى صفحة جديدة من العلاقات مع البرلمان الاوروبي بزعامة اليمين، حقيقة كون الجمهور الاوروبي الذي انتخب هذا اليمين هو الذي عبر في اكثر من مناسبة عن رفضه لاستمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، وللسياسة التعسفية التي تمارسها اسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين. وقد يكون أبرز مؤشر لهذا المزاج الاوروبي توقف البابا فرنسيس خلال زيارته لبيت لحم امام جدار الفصل الذي اقامته اسرائيل، في اشارة واضحة الى دعمه الفلسطينيين ورفضه سياسة عزلهم واقصائهم عن اراضيهم.