وأضاف الأعرجي أن «التكلفة الكلية للمشروع بكافة مراحله تبلغ 30 مليار دولار، ويعد من وجهة نظرنا أساسا قويا للسياحة الدينية في العراق، فضلا عن السياحة الآثارية، وهو ما تشتهر به المنطقة من مراقد مقدسة وأماكن أثرية وتراثية فضلا عن احتوائه على مراكز تجارية ومرافق ترفيهية مختلفة، لا سيما أنه يقام على ضفاف واحدة من البحيرات السياحية الهامة في العراق». وأوضح أن «المشروع برمته سيوفر فرصا مثالية للراغبين من العراقيين للسكن في كربلاء على مقربة من هذه البحيرة، بالإضافة إلى السياح العرب والأجانب»، مشيرا إلى أن من بين أهم ميزات هذا المشروع هو أنه يعمل على «توفير فرص عمل كثيرة جدا، وامتصاص البطالة بدرجة كبيرة، ويحرك عجلة الاقتصاد العراقي».
وكانت الشركة الوطنية القابضة الإماراتية قد اتفقت مع الجانب العراقي من خلال فرع الشركة في العراق «بلوم العراقية». وقدم أحمد خلف، مدير فرع الشركة في العراق، خلال مؤتمر خصص لهذا الغرض، شرحا موسعا حول المشروع الذي ستتحمل الشركة الإماراتية تكاليفه على أمل الاتفاق على تفاصيله النهائية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح خلف أن «المشروع مقسم إلى مرحلتين بشكل رئيسي وسيقام على أرض مساحتها 40 كلم مربعا، وسيقام عليه 39 ألف وحدة سكنية و35 مسجدا وحسينية و70 مدرسة و8 مبان حكومية و1200 غرفة فندقية». وحضر المؤتمر الأمين العام لمجلس الوزراء علي العلاق، والسفير الإماراتي في بغداد عبد الله إبراهيم الشحي، ورئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي ورئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي. وقال العلاق في مؤتمر صحافي بعد الاستماع لتفاصيل المشروع أن «المشروع ينسجم مع واقع المدينة التراثي الذي سيدخل في حسابات إضفاء الطابع العصري والتاريخي لها». وأشار إلى أن «المشروع سيفتح مجالا واسعا للفرص الاستثمارية التي ستتولد من المشروع». وسيسهم المشروع في توفير جزء كبير من واقع الخدمات للمحافظة والزوار الوافدين إليها.
وأضاف: «نأمل الانتهاء في الأيام القليلة المقبلة من التفاصيل المتعلقة بتوقيع العقد التي أصبحت شبه جاهزة»، مؤكدا أن «المشروع استثماري ولا تدفع قيمته الحكومة (العراقية)». وقال إن «جميع التكاليف تدفع من قبل الشركة المستثمرة». وستنفذ الشركة الوطنية القابضة المشروع على أرض تقع على ضفاف بحيرة الرزازة التي تعد أكبر المجمعات المائية وسط البلاد. وسيقسم المشروع إلى تسع مناطق خضراء يحمل كل منها اسم أحد الأئمة أولاد الإمام الحسين (ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة). وسيجهز المشروع بالبنى التحتية الرئيسية كمحطات كهرباء والماء.
وتعد كربلاء واحدة من أهم المدن المقدسة لدى المسلمين الشيعة وتضم ضريحي الإمام الحسين وشقيقه العباس أولاد الإمام علي بن أبي طالب.