وهنا نسلط الضوء على أهم السلبيات التي تتفاقم عاماً بعد عام والجهات المختصة لا تتحرك إلا عبر آليات شبه قديمة تحتاج إلى التطوير والاستفاده منها، من أجل حماية الشباب من التطرف والإرهاب، خصوصاً أن هناك نحو 14000 متطرف فكرياًَ في البلاد العربية بينهم 300 بالكويت يعيشون بيننا في آخر خمسة أعوام ، وهذا العدد لم نسمع أنه انخفض منذ فترة ، فهل هو غير قابل للزيادة أو النقصان؟ ولم نر أي تأكيد أن هناك آليات لمراقبتهم أو تقييم حالاتهم، أو كيف يتم التعامل معهم إزاء ما كانوا يعانون منه؟ فهل تضمن الجهات المعنية أن روح الانتقام قد لا تكون موجودة في نفوس بعضهم؟ وهل تضمن أنهم ليس على اتصال بأي أطراف إرهابية؟ وأين ما يتم بذله من الجهات المختصة، وأهم السلبيات التي من شأنها أن تؤثر في الشباب وتدفعهم إلى التطرف؟
مراقبة
كما أن السؤال الذي يطرح نفسه هو ، هل هناك مراقبة من قبل الجهات المعنية للمتطرفين الذين تم علاجهم ودمجهم مع المجتمع بعد خروجهم من سجن غوانتانامو؟ وهل تم التأكد أنهم عولجوا تماماً من الداء، الذي كانوا يعانونه كي لا ينتقل إلى غيرهم؟ ولعل اصطياد الشباب من قبل أصحاب الفكر المتطرف شكل هاجساً للعديد من المختصين والمسؤولين. كما أن الدور الأكبر والمناط بأهم قطاع وهو دور المساجد في هذا الجانب من خلال تكريس الجهود بشكل أكبر في صب الاهتمام بهذه القضية الحساسة والتوعية من مخاطرها التي تفتك بالمجتمع، كما أن الأهم من ذلك هو إبعاد المتطرفين عن قطاع المساجد حتى لا يستغلوا منابرها لترويج أفكارهم المسمومة، واختطاف عقول الشباب، وتصوير الأمر لهم بأنه جهاد. والسؤال الذي يطرح نفسه مجدداً، هل هناك خطط لحماية الشباب من هذه الظاهرة، خصوصاً أن مجتمعنا يعاني العنف وعدم تقبل الرأي والرأي الآخر والطائفية والقبلية؟
أين مركز الوسطية؟
مركز الوسطية الذي تشبع من المديح إعلامياً ولم نر له أي إنجازات كبيرة تذكر سوى المؤتمرات الخارجية والداخلية الضخمة التي تصرف عليها الملايين، فهل يعقل أن يتم إنشاء مركز في أوروبا، وما زلنا لم نحقق الطموح الداخلي الذي نشأ من أجله هذا المركز؟ وما يثير الدهشة أن أغلب فئات المجتمع تجهل دور هذا المركز الذي يحرص على إيجاد الفكر المعتدل والوسطية في المجتمع وحماية الشباب من التطرف.
المخيمات الربيعية
يستهدف أصحاب الفكر المتطرف الشباب عبر بعض المخيمات الربيعية، التي يتفنن كل تيار في اجتذاب الفئة الشبابية التي يريدها، حيث تكون أعمارهم من 12 إلى 18 عاماً ، وهي عقول تتقبل أي فكر، في حال إقناعها من قبل المندسين، إن وجدوا، ولا يتم اختيار مكان هذه المخيمات إلا في بعض المناطق الصحراوية التي تستغل لبعض الأفكار الإرهابية، وغسل عقول الشباب فيها. ولا يعني أننا نشكك في جميع هذه المخيمات، ولكن يجب أن تتم مراقبتها، خصوصاً أن العديد من المتورطين في قضايا الإرهاب كشفوا أن بعض المخيمات تحولت إلى ما يشبه المعسكرات التدريبية لهم، وإلقاء الدروس والمحاضرات التحريضية.
شخصيات إسلامية
وعن استدعاء الشخصيات الإسلامية والمحببة ومدى الاستفادة منها، لم نر شخصيات زارت البلاد واستفاد منها الشباب إلا أسماء لا تتعدى أصابع اليد في الأعوام الأخيرة، فهناك فئة كبيرة من الشباب تتفاعل كثيراً مع الشخصيات المحببة في الوطن الإسلامي والعربي ، فما المانع من عمل استبيانات على أكثر الشخصيات المحببة لديهم واستدعائهم، كي تعم الفائدة أكبر شريحة ممكنة منهم.
السجون
أما المتطرفون داخل السجون، فنلاحظ أن الآليات التي تتخذ إزاءهم ليست الآليات التي تضمن شفاءهم تماماً، مما كانوا يعانون منه في السابق، فهل تتم توعيتهم وإلقاء الدروس والعبر عليهم وتقييمهم تقييماً دورياً، ومعرفة ما هي أهم الأسباب التي دفعتهم إلى هذه الأفكار؟ فالكثير ممن يخرجون من السجن لا يواجهون سوى العزلة، وعدم تقبل المجتمع لهم، فضلاً عن وجود روح الانتقام عند بعضهم، بسبب سوء المعاملة التي يتلقونها في من قبل البعض في السجون.