الاتحاد الأوروبي ومثقفون اسرائيليون يوافقون على إعلان دولة فلسطينية

وسط الهتافات المتعالية التي تصفها بالخيانة قرأت ممثلة اسرائيلية فقدت ساقها في هجوم فلسطيني بصعوبة اول من امس بيانا يعلن فيه مثقفون اسرائيليون تأييدهم لقيام الدولة الفلسطينية.

وعقد الاحتفال الذي حضره عشرات من الفنانين والأكاديميين اليساريين خارج قاعة تجمع فيها اسرائيليون عام 1948 لإعلان قيام دولة اسرائيل.

وبعد 63 عاما تجلت الخلافات بشأن مستقبل اسرائيل في هذا المكان التاريخي.

في المقابل كان المتظاهرون اليمينيون حاضرين بقوة وهم يقاطعون ويطلقون الأبواق بينما كانت هانا مارون الممثلة المسرحية التي تبلغ من العمر 87 عاما تحاول بصعوبة إسماع صوتها في شارع روتشيلد في تل ابيب.

وقرأت مارون من بيان «إعلان الاستقلال من الاحتلال» الذي وقعته مع ما يقرب من 50 من الناشطين الاسرائيليين المؤيدين للسلام قبل محاولة فلسطينية متوقعة للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.

وفي عام 1970 اصيبت مارون المولودة في ألمانيا عندما هاجم نشطاء فلسطينيون مسافرين ينتظرون ركوب طائرة اسرائيلية في مطار ميونيخ.

وبترت ساقها لكنها ظلت تؤدي ادوارها على المسرح وفي التلفزيون.

وقال البيان: «نحن نجتمع هنا.. للترحيب بالإعلان القادم عن استقلال الدولة الفلسطينية» التي دعا إلى قيامها إلى جانب اسرائيل على اساس ما «يعرف اليوم بحدود 67».

وتعارض اسرائيل اي خطوات من جانب واحد وقالت انه لا يمكن التوصل إلى اتفاق للسلام إلا من خلال المحادثات المباشرة.

ويقول قادة السلطة الفلسطينية بعد توقف عملية السلام التي انهارت العام الماضي بسبب مسألة المستوطنات اليهودية انهم سيسعون للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بقيام دولة فلسطينية على الأراضي التي استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967.

وتتضمن هذه الأراضي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية والذي لا تملك السلطة الفلسطينية اي سلطة عليه، وسحبت اسرائيل جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005 لكنها مازالت تسيطر بشكل كبير على حدود القطاع.

وقالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان ان اعلان المثقفين الاسرائيليين من شأنه ان يساعد على استئناف عملية السلام ويدحض مزاعم الإجماع الإسرائيلي على «انكار حق الفلسطينيين في التخلص من الاحتلال الاسرائيلي».

في سياق متصل، أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس امس عن اعتقاده أنه يتعين على إسرائيل طرح مبادرة سلام خاصة بها وعدم الاعتماد على خطط سلام تقدمها دول أخرى.ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن بيريس قوله في زيارة لقرية بالنقب ان أفضل طريق لتجنب إملاء خطط لا تريدها اسرائيل عليها هي طرح خطة خاصة بها وعدم الاعتماد على خطط سلام تقدمها دول أخرى.

ورفض التعقيب على ما نشر من أنباء حول مضمون خطة السلام التي ينوي الرئيس الأميركي باراك اوباما طرحها قريبا واصفا هذه الأنباء بتكهنات.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت اول من امس عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن البيت الأبيض يعمل في الأشهر الأخيرة على وضع «خطة سلام» ممكنة تتضمن 4 أسس مركزية: دولة فلسطينية وإلغاء حق العودة والقدس عاصمة للدولتين والتأكيد على الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية.

الى ذلك، أبلغ السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيرار آرو، مجلس الأمن الدولي بأن بلاده تدرس مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرا أن خطوة بهذا الشأن قد تكون «أحد الخيارات» لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن اول من امس، لمناقشة الموقف الدولي من حالة الجمود التي تخيم على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، قال آرو إن «الاعتراف بدولة فلسطين، هو احد الخيارات التي نفكر فيها حاليا مع شركائنا الأوروبيين، بهدف توفير أفق سياسي لإعادة إطلاق عملية السلام».

وتابع السفير الفرنسي قائلا إن «تطلعات الشعب الفلسطيني لقيام دولة قابلة للاستمرار، تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل، لا تقل شرعية عن تلك التي يعبر عنها في المنطقة»، وأضاف بقوله: «ليس أمامنا خيار آخر سوى الاستجابة» لهذه التطلعات.

جاءت تصريحات سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة بعد يوم من زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى باريس، التقى خلالها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، حيث طالبه بأن تعترف بلاده بدولة مستقلة للفلسطينيين.

وكان القيادي بالسلطة الفلسطينية، نبيل شعث، قد أكد في تصريحات لـ «سي.إن.إن»، أنه تم تقديم طلب رسمي إلى حكومات كل من فرنسا وبريطانيا والسويد والدنمارك، للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، أي قبل يوم من الحرب التي شنتها إسرائيل على الدول العربية المجاورة.

وقال شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومفوض العلاقات الدولية، إن هذه الطلبات تأتي كجزء ضمن إستراتيجية بديلة، تهدف إلى حشد التأييد الدولي لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، خارج الإطار التقليدي لمفاوضات السلام «المتعثرة» مع الجانب الإسرائيلي.

تأتي هذه المساعي في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الدول الأفريقية والآسيوية اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة، بينما تعارض ذلك دول أخرى، في مقدمتها الولايات المتحدة، وعدد من الدول الأوروبية، ترى أن إعلان الدولة الفلسطينية يجب أن يكون ضمن تسوية نهائية مع إسرائيل.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *