استقالة البابا المفاجئة..حقائق وخفايا

انصدم ولم يتفاجأ, لأن الصدمة أكبر من المفاجأة التي لا تلبث عادة ان تختفي من وجوه المتفاجئين, بينما  المصدومون هم من يتلقّون خبرا كهذا وتبقى علامات الدهشة مرافقة لمحياهم مع أسئلة كثيرة تدور حول الموضوع الذي صدمهم ولم يستطيعوا تصديقه.

الاستقالة المفاجئة بكل صراحة لم تعلم بها اي وسيلة اعلامية او تتوقعها الصحف الايطالية حتى, ولكنّها هزّت الشارع المسيحي من أقصاه الى أقصاه, وهو الذي لطالما يشتكي الظلم والمعاناة والخوف من التهجير بالشرق الأوسط.

هذه الاستقالة المفاجئة, تأتي بعد يوم واحد من مباركة تنصيب يوحنا اليازجي بطريركا لأنطاكيا في دمشق, لم يقتنع الكثيرون من أنها تعود لأسباب صحية يعاني منها البابا.

ورغم ان البابا عزا الاستقالة الى خوفه من عدم القيام بأعماله بشكل صحيح, فلا بدّ لنا هنا ان نعود بالزمن قليلا وبالتحديد ثماني سنوات, حيث كنا نرى البابا يوحنا بولس وهو يعاني الأمرّين وصحته متدهورة بشكل خطير الا انه بقي حتى اليوم الأخير بمنصبه وتوفّى داخل غرف الفاتيكان.

ولو عدنا أكثر وأبحرنا بتاريخ الفاتيكان اي قبل 7 قرون حين قام أحد البابوات بتقديم استقالته فجأة، وهو ما لم يفعله سواه لا قبله ولا بعده حتى اليوم حين أعلنوا عن استقالته وهو الألماني بنديكت السادس عشر.

سلستينو الخامس فعلها بعد انتخابه في يوليو/تموز 1284 بحوالي 6 أشهر واستقال “لاكتشافه أمراء وعناصر كنسيين يتآمرون على حياته”، وفق رواية رسمية للفاتيكان، لم تقنع أحداً ولم تشف غضب معاصريه، أو تخفف مما ألم بهم من سخط واستغراب، حتى اكتشف عالمان مسيحيان بارزان منذ 15 عاما وجود آثار تعذيب على جمجمة الراحل سلستينو, ربطوها بقيام البابا الذي جاء بعده بتعذيبه لأنه استقال من عمل الربّ.

والبابا، هي كلمة مستمدة من اليونانية وتعني الأب، هو بالمفهوم الكنسي معصوم عن الخطأ، وهو أيضاً نائب المسيح وخليفة القديس بطرس ورئيس الفاتيكان وخادم سدنة الرب وبطريرك الغرب وأسقف روما، ومنصبه مقرر من المسيح سلفاً.